العراق الجريح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نافذتك التي تطل بها على العراق والعراقيين
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قصة شيقــــــة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Monster
الادارة
الادارة
Monster


عدد الرسائل : 166
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

قصة شيقــــــة Empty
مُساهمةموضوع: قصة شيقــــــة   قصة شيقــــــة Emptyالأربعاء مارس 05, 2008 7:03 am

إمطار غزيرة ورعد وبرق في السماء وكأن شياطين الدنيا قد أعلنت عن غضبها ومازن يقود السيارة في هذا الجو الرهيب و بالكاد يستطيع أن يري الطريق إمامه ليس فقط بسبب الليل الحالك ولكن أيضا بسبب الأمطار التي تغطي الزجاج الأمامي للسيارة والتي كلما نجحت المساحات الأمامية في إزالتها ما هي إلا ثواني وتنتصر عليها الأمطار من جديد و مازن لا يدري ماذا يفعل هل يتوقف ويبيت ليلته في السيارة للصباح فمن الخطر القيادة في مثل هذا الجو أم يكمل طريقه ويدعو الله إن يحفظه !! وفي غمرة استغراق مازن في التفكير لاحت له لافتة علي جانب الطريق مكتوب علبها (فندق السلام يرحب بكم ) لم يصدق مازن عينيه وكان القدر قد ساق له هذا المكان لينقذه من حيرته وعلى الفور اتجه إلي الفندق وقد عزم أمره علي المبيت فيه 0
استقبل موظف الاستعلامات مازن بابتسامة ودودة واخذ يرحب به ويتمنى له إقامة مريحة وصعد معه إلى الغرفة حاملة أمتعته وفي الطريق اخبره إن اسمه عبد الحميد ولم ينسى إن يؤكد عليه بان العاصفة قد قطعت أسلاك الهاتف وان مهندس الصيانة سوف يتواجد صباحا لإصلاحها ولم يخفي علي مازن إن عبد الحميد يطيل من الكلام متعمدا فأعطاه مبلغ من المال على سبيل البقشيش فشكره عبد الحميد وغادر الغرفة وأغلق الباب خلفه 0
قام مازن بالاستلقاء علي السرير دون حتى أن يقوم بتغير ملابسه من شدة التعب والإرهاق لكنه لم يستطع أن ينام فأصوات الأمطار والرعد في السماء قوي ومخيف فقرر أن ينزل إلي بهو الفندق ليحتسي فنجان من القهوة فالفندق ليس بالفخم ولا يوجد به مطعم بالمعنى المعروف فهو عبارة بهو كبير نسبيا علي شكل غرفة كبيرة تتوسطه طاولة يحيط بها مجموعة من الكراسي وعلي الجدار الأمامي صورة كبيرة رائعة لفارس يمتطي جواد ويشهر سيفه وفي الركن الأيمن طاولة عليها جهاز تلفاز كبير و في الركن القابل مدفئة عتيقة لكنها لا تعمل بالطبع فالمكان أصبح يعتمد علي أجهزة التدفئة الكهربية أما بالنسبة للطابق العلوي فهو طابق واحد يحتوي علي عشرة غرف موزعة بالتساوي علي جانبي ممر ضيق 0
نزل مازن فاستقبله عبد الحميد مبتسما وبادره قائلا يبدو يا سيدي انك أنت أيضا لم تستطع أن تنام من صوت العاصفة فأشار مازن برأسه وطلب فنجان من القهوة و توجه الى البهو وكان هنا مجموعة جالسة عبارة عن رجلان وامرأتان ويبدو من أسلوب الحديث أنهم تعرفوا على بعض منذ لحظات فقط 0 اخذ مازن مقعده وسطهم ورحب بالجميع وقدم نفسه أنا مازن عباس مهندس حاسوب فحرك احد الرجال رأسه مرحبا وقال أنا شكري الزينى صاحب الفندق وأشار إلى الرجل الجالس بجواره وهذا محمود سكرتيري الخاص فرحب محمود بمازن برأسه دون أن ينطق بكلمة واحدة فبداله مازن التحية وتوجه بنظره إلى السيدتين مرحباً فقالت الأولى أنا سهير فنانة استعراضية وقالت الأخرى وأنا نادية مدرسة لغة إنجليزية فتبادل معهم عبارات الترحيب والمجاملة المعتادة 0
وبنظرة سريعة على الشخصيات الموجودة استطاع مازن أن يكون فكرة عامة عنهم فشكري رجل في وسط العقد الخامس من العمر يبدو عليه من ملابسه انه فاحش الثراء ومحمود في بداية الثلاثينات لكنه ضعيف الشخصية وخصوصاً في وجود مديره شكري إما سهير فمن ملابسها الفاضحة و أسلوبها في الحديث ما يدل علي أنها فعلا راقصة وأخيرا نادية فهي ممتلئة القوام بعض الشيء ترتدي نظارة طبية و واضح جداً أن الفتاتان ليس على وفاق بالمرة 0
بدأ مازن الحديث وقال لقد كنت في طريقي إلي عميل لأتمم معه صفقة توريد أجهزة حاسوب ولكن فاجأتني العاصفة فاضطررت إلي المبيت في الفندق وهنا أخذت نادية زمام الحديث وقالت لقد كنت ذاهبة لاستلام عملي الجديد في مدرسة المدينة ولكن العاصفة حالت دون وصولي إلي المدينة مما أجبرني على المبيت في الفندق هذه الليلة أما سهير فقالت لقد كنت في طريقي لإحياء عرس احد الوجهاء وقد سبقني العاملين معي ولكن يبدو أن العاصفة قد أفسدت علي الأمر كله فها أنا أقضى ليلتي هنا وهنا عقبت نادية بصوت خفيض ولكنه مسموع هذا أفضل للعرس فنظرت إليها سهير بغضب وقالت ماذا تقصدين ؟إنني لا أجيد الرقص أليس كذلك يبدو إنني قد تنازلت عندما جلست مع واحدة مثلك فردت عليها نادية ضاحكة الراقصة تتنازل يا الهي فقاطعتها سهير نعم راقصة لكني جميلة و لا ارتدي نظارة فأنت تغارين منى وأنا اعلم هذا من لحظة وصولي هذا الفندق العفن ولكنها الظروف التي جمعتنا في نفس المكان فقطع شكري هذا الجدال وتكلم حتى ينهي هذا النقاش أما أنا فالعاصفة تقريبا لم تغير من خطتي شيء فانا املك هذا الفندق وقد جئت اليوم لأقابل احي المشتريين له ولكن يبدو انه لم يستطع الوصول بسبب العاصفة ثم وجه حديثه لمحمود وقال لقد أصررت على للقدوم ولكن مشتريك الذي أحضرته لم يلتزم بالموعد لن اغفر لك هذه الفعلة كما إن هذا الفتى عبد الحميد الذي أحضرته ليعمل في الفندق غير مريح وكسول جدا يبدو انه لا يأتي من ورائك ما يسر 0
شعر محمود بالاحراج من حديث شكري ولكنه لم يرد كالعادة مما دفع مازن إلى التدخل وتغير اتجاه الحديث حيث أشار إلى الصورة المعلقة على الحائط و قال هذه الصورة جميلة يبدو أنها بريشة فنان محترف فقال شكري متفاخراً إن هذه الصورة كانت معروضة في قصر احد الحكام وقد كلفتني ثروة طائلة 0 هنا دخل عبد الحميد يحمل فناجين القهوة فسأله مازن إلا يوجد احد غيرك يعمل في الفندق فرد عليه عبد الحميد بلا يوجد لكنه مريض منذ يومين وأنا أقوم بكل العمل حتى يشفيه الله وأنت كما تري يا سيد مازن أنا لست بكسول قالها وهو ينظر إلي شكر ثم ترك ما في يده على الطاولة وخرج مسرعا قبل أن يعقب شكري على الحديث 0
قامت سهير من مقعدها واتجهت إلي جهاز التلفاز وهي تقول لعله يعرض شيء مسلي يكسر هذا الملل قالتها وهي تنظر إلي نادية ثم أدارت زر الجهاز الذي كان يعرض احد الأفلام القديمة رجعت سهير إلي مقعدها وهي تكمل إن هذه الأفلام أصبحت مملة فعقبت نادية وبصوت مسموع علي الأقل هذه الأفلام تعرض فن أصيل وليس كفن أو فنانين هذه الأيام فصرخت في وجهها سهير قائلة من تقصدين بكلامك ؟ انك.تحدثين عني أليس كذلك ؟ انك... وقبل أن تكمل سهير جملتها ساد ظلام مفاجئ في المكان وكان يدا امتدت وسحبت الضوء لتترك المكان في ظلام دامس فقال مازن مهدئاً من روع الجميع يبدو إن العاصفة قد قطعت أسلاك الكهرباء مثلما حدث مع أسلاك الهاتف وهنا دخل عبد الحميد القاعة وهو يحمل شمعدان معدني به ثلاثة شمعات ووضعه في وسط الطاولة وهو يقول بلهجة معتذرة أن العاصفة قوية جدا الله يستر ثم ابتسم وقال هذه ليله سفاح العواصف وضحك وانسحب من الغرفة فقالت سهير من يكون سفاح العواصف هذا فرد محمود انه شخصية خيالية يتداولها الناس هنا انه سفاح خفي يجوب المدينة في ليلة عاصفة وعندما يقع اختياره على منزل يقتل كل من فيه فظهر الخوف على سهير وعلى الفور نظرت إليها نادية وضحكت وقالت يبدو انه يوجد هنا مني يخشى الأشباح فرد مازن أن كل هذا من قبيل التخاريف والحكايات الأسطورية و....... و دوى في المكان صرخة قادمة من المطبخ ليست كأي صرخة أنها صرخة إنسان يري الجحيم بعينيه فهرع الجميع إلي هناك ويا هول ما رأوا !!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة شيقــــــة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العراق الجريح :: الــمــنــتــديــات الأدبــيــة والــمــجــالــس الــثــقــافــيــة :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: