في ليلة مظلمة .. حالكة الظلمة مخيفة ومرعبة
كانت هناك قرية في هذه الأرض الواسعة
بيوتها أكواخ .. وسكانها فقراء بسطاء
ومن بين تلك الأكواخ جلست طفلة مع أخيها الصغير .. نوال ومحمد
عند باب بيتهما يتسامران يضحكان .. على ضوء نار مشتعلة أمامهما
قالت الطفلة ( نوال ) : أريد أن أكون طبيبة
قال الطفل ( محمد ) ضاحكاً : لكن هذه المهنة لا يستطيع الوصول لها غير الأغنياء !!
قالت نوال وهي تنظر بقوة لأخيها الصغير: ومن قال ذلك ؟ .. وهل هذه المهنة حكر على الأغنياء ؟
محمد ( خجلاً ) : لا أدري .. وصمت محمد .. وصمتت نوال .. وطال الصمت
محمد ينادي أخته نوال : ما الذي تفكرين به ؟
نوال : كنت أفكر أنني أصبحت طبيبة أعالج الناس وخاصة الفقراء وبالمجان
محمد ( مبتسما ) : يوفقكِ الله لكل خير
نوال ( بابتسامة شفافة ) : وإياك يا أخي الغالي .. وتكمل حديثها
ما رأيك هل سيكون لباس الأطباء جميل وأنا ارتديه ؟
محمد : بلا شك سوف يكون رااائعاً عليكِ
يضحك الطفلان بكل براءة
وتمر الأيام والشهور وبعدها السنين
بكل ما تحمل من حوادث .. سعيدة .. حزينة
وها نحن الآن في قاعة ضخمة وفخمة جداً .. وتكاد تلك القاعة أن تمتلئ للآخر
إنها قاعة جامعة من الجامعات
واليوم هو يوم تخريج الكليات
بدأت مراسم التخريج .. وصلنا إلى كلية الطب .. ومن بين هؤلاء الخريجين محمد !
!! لكن أين نوال !!
إنها تجلس على كراسي الزوار !!
!! لماذا .. ما الأمر !!
أليس حلم نوال .. لماذا يحققه محمد .. ما هو السبب ؟؟
أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة واحدة فقط .. والإجابة سوف تأتي إن شاء الله
انتهى التخريج
انتظر الأهل أبنائهم .. ومن بينهم عائلة محمد ونوال
خرج محمد عليهم عانق أمه وثم أبوه .. ثم نظر إلى أخته نوال
وبابتسامة قال : لقد أصبحت طبيباً
ابتسمت .. أجهشت بالبكاء .. عانقته وهي تبكي والكل أصبح يبكي فرحاً
ولكن لماذا لم تكن نوال بين الخريجين
نوال أكبر من محمد بسنتين
لذا تخرجت من كلية الطب قبل محمد بسنتين
وأصبح في تلك العائلة الفقيرة طبيبين